أعلان

تحميل كتاب اهدنا الصراط المستقيم PDF
المؤلف :
صلاح عامر
عن الكتاب : قول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: قوله - تعالى -: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، فالهداية: هي البيان والدلالة، ثم التوفيق والإلهام، وهو بعد البيان والدلالة، ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل، فإذا حصل البيان والدلالة والتعريف، ترتَّب عليه هدايةُ التوفيق، وجعل الإيمان في القلب، وتحبيبه إليه، وتزيينه في القلب، وجعله مؤثرًا له، راضيًا به، راغبًا فيه.
وهما هدايتان مستقلتان، لا يحصل الفلاح إلا بهما، وهما متضمِّنتان تعريف ما لم نعلمْه من الحق تفصيلًا وإجمالًا، وإلهامنا له، وجعلنا مريدينَ لاتباعه ظاهرًا وباطنًا، ثم خلق القدرة لنا على القيام بموجب الهُدَى بالقول والعمل والعزم، ثم إدامة ذلك لنا، وتثبيتنا عليه إلى الوفاة.
ومن هنا يُعلَم اضطرارُ العبد إلى سؤال هذه الدعوة فوق كل ضرورة، وبطلان قول مَن يقول: إذا كنا مُهْتَدين، فكيف نسأل الهداية؟ فإن المجهولَ لنا من الحق أضعاف المعلوم، وما لا نريد فعله تهاونًا وكسلاً مثل ما نريده، أو أكثر منه، أو دونه، وما لا نقدر عليه - مما نُرِيده - كذلك، وما نعرف جملته ولا نَهتَدِي لتفاصيله؛ فأمرٌ يفوت الحصر، ونحن محتاجون إلى الهداية التامة، فمَن كملتْ له هذه الأمور، كان سؤالُ الهداية له سؤالَ التثبيت والدوام.
وللهداية مرتبة أخرى - وهي آخر مراتبها - وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة، وهو الصراط الموصل إليها، فمَن هُدِي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم، الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه، هُدِي هناك إلى الصراط المستقيم، الموصل إلى جنته ودار ثوابه، وعلى قدر ثبوت قَدَم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، فمنهم مَن يمرُّ كالبرق، ومنهم مَن يمرُّ كالطرف، ومنهم مَن يمر كالريح، ومنهم مَن يمر كشدِّ الركاب، ومنهم مَن يسعى سعيًا، ومنهم مَن يمشي مشيًا، ومنهم مَن يحبو حبوًا، ومنهم المخدوش المرسَل، ومنهم المكردس في النار، فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا، حذو القذة بالقذة ، {جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ: 26]، {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90].
ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقُه عن سيره على هذا الصراط المستقيم، فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه، فإن كثرتْ هنا وقَوِيتْ، فكذلك هي هناك، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]؛ فسؤال الهداية متضمِّن لحصول كل خير، والسلامة من كل شر".
أعلان
الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور فى حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال الايميل الخاص بنا فى صفحة حقوق النشر أو من خلال صفحتنا على الفيس بوك.
نبذة عن كتاب اهدنا الصراط المستقيم
كتاب اهدنا الصراط المستقيم
قول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: قوله - تعالى -: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، فالهداية: هي البيان والدلالة، ثم التوفيق والإلهام، وهو بعد البيان والدلالة، ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل، فإذا حصل البيان والدلالة والتعريف، ترتَّب عليه هدايةُ التوفيق، وجعل الإيمان في القلب، وتحبيبه إليه، وتزيينه في القلب، وجعله مؤثرًا له، راضيًا به، راغبًا فيه. وهما هدايتان مستقلتان، لا يحصل الفلاح إلا بهما، وهما متضمِّنتان تعريف ما لم نعلمْه من الحق تفصيلًا وإجمالًا، وإلهامنا له، وجعلنا مريدينَ لاتباعه ظاهرًا وباطنًا، ثم خلق القدرة لنا على القيام بموجب الهُدَى بالقول والعمل والعزم، ثم إدامة ذلك لنا، وتثبيتنا عليه إلى الوفاة. ومن هنا يُعلَم اضطرارُ العبد إلى سؤال هذه الدعوة فوق كل ضرورة، وبطلان قول مَن يقول: إذا كنا مُهْتَدين، فكيف نسأل الهداية؟ فإن المجهولَ لنا من الحق أضعاف المعلوم، وما لا نريد فعله تهاونًا وكسلاً مثل ما نريده، أو أكثر منه، أو دونه، وما لا نقدر عليه - مما نُرِيده - كذلك، وما نعرف جملته ولا نَهتَدِي لتفاصيله؛ فأمرٌ يفوت الحصر، ونحن محتاجون إلى الهداية التامة، فمَن كملتْ له هذه الأمور، كان سؤالُ الهداية له سؤالَ التثبيت والدوام. وللهداية مرتبة أخرى - وهي آخر مراتبها - وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة، وهو الصراط الموصل إليها، فمَن هُدِي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم، الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه، هُدِي هناك إلى الصراط المستقيم، الموصل إلى جنته ودار ثوابه، وعلى قدر ثبوت قَدَم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، فمنهم مَن يمرُّ كالبرق، ومنهم مَن يمرُّ كالطرف، ومنهم مَن يمر كالريح، ومنهم مَن يمر كشدِّ الركاب، ومنهم مَن يسعى سعيًا، ومنهم مَن يمشي مشيًا، ومنهم مَن يحبو حبوًا، ومنهم المخدوش المرسَل، ومنهم المكردس في النار، فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا، حذو القذة بالقذة ، {جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ: 26]، {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90]. ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقُه عن سيره على هذا الصراط المستقيم، فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه، فإن كثرتْ هنا وقَوِيتْ، فكذلك هي هناك، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]؛ فسؤال الهداية متضمِّن لحصول كل خير، والسلامة من كل شر".هذا الكتاب من تأليف صلاح عامر و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
أعلان
أعلان
تحميل
التحميل | حجم الكتاب |
---|---|
1.28 ميجا |
أعلان
أضافة مراجعة
1 (0)
2 (0)
3 (0)
4 (0)
5 (1)

أبو عبد الرحمن
منذ 11 شهر
كتاب مفيد في بابه لا غنى عته لكل مسلم
كتب ذات صلة

0.0
كتاب هذه الكلمة تستحق أن تعيش بها ولها PDF
محمد بن اسماعيل المقدم
علوم إسلامية - وعظ وإرشاد - غير محدد عدد الصفحات